الدرس الأول : نبذة تاريخية فلسفية
صفحة 1 من اصل 1
الدرس الأول : نبذة تاريخية فلسفية
نبذة تاريخية فلسفية
- ولادة الفكر البشرى
- ولادة الفكر الفلسفى
- تيارات الشك و السفسطة
- القرون الوسطى
- الفجر الجديد
- المدرسة المشائية والاشراقيّة والحكمة المتعالية
- فكِّر و أجب
<H3>ولادة الفكر البشري
لازم التفكير وجود الانسان منذ نعومة اظفاره الى يومنا هذا، و ترك آثاراً مهمّة فى حياته حيث خلق انعطافات و تحولات مهمّة فى مسار حركته، و طوَّر اسلوب تعامله مع محيطه على مختلف الميادين و الصُعد.
و بهذا اختلفت حياة الانسان المتطورة عن حياة الحيوان بقوالبها الجاهزة و الجامدة، فكم تجد الفارق واضحا بين بيوت الإنسان التى كانت فى حدود الكهوف و المغارات و التى تطورت الى عمارات ناطحات للسحاب، و بين بيوت النحل السداسية ذات الاشكال الجامدة التى لم يكتب لها تغيير منذ ان وجد هذا الحيوان ولحد الآن.
ولادة الفكر الفلسفي
والفكر الفلسفى الذى أثارته و أفرزته تساؤلات الانسان عن الكون و الحياة، و المبدأ و المعاد، كان احد المحاور الفكرية التى استقطب اهتمام البشر من لدن آدم و لحدِّ الآن، و دفعه صوب التأمل و النظر، و من ثم نحو الإبداع و الابتكار في هذا المجال، و قد كان لحكماء الفرس واليونان قصب السبق فى ذلك على بقية الامم وكان ذلك قبل الميلاد بعدة قرون حيث طفحت على سطح مناظراتهم و
تأملاتهم الفلسفية العديد من الآراء و النظريات، التى كان يسودها الاتزان تارة و التهافت و التضارب تارة أُخري، و فى ذات الوقت النمو و الثراء بفعل التلاقح الفكرى الحر الذى وفّرَ أجواء خصبة لذلك.
تيارات الشك و السفسطة
و فى ظل هذه الظروف برزت تيارات الشك و السفسطة و احتلّت مساحة واسعة من التفكير الفلسفي، بعد أن احتل أربابها و هم السوفسطائيون، منابر التعليم و الخطابة و المحاماة، و انكروا حقائق الاشياء و وجودها الخارجي، فانعكس ذلك على أذهان الناس و خلق عندهم بلبلة ذهنية و شكاًبكل حقيقة مهما كان طابعها، و كان ذلك فى القرن الخامس قبل الميلاد.
و لم يستمر الوضع على هذا الحال حيث تصدى سقراط لعلاج الموقف بقوة، و تبعه على ذلك افلاطون، و تلاهما ارسطو طاليس الذى اسّس قواعد الاستدلال و التفكير الصحيح فى علم المنطق، حيث كشف عن زيف السفسطة و مغالطتها و منزلقاتها التى أودت بالتفكير الانسانى الى الهاوية. و بذلك تربع اليقين علي عرشه، و عادت مياه الحقيقة الى مجاريها و تلاشت تيارات الشك والانكار، و على هذا المنوال استمر الحال حتى بعد رحيل العمالقة الثلاثة؛ سقراط و افلاطون و ارسطو، حيث استمر تلامذتهم فى ترويج افكارهم، فدفعوا عجلة اليقين الي امام.
الا ان مكانة هؤلاء أخذت بالتهاوى بين الناس بمرور الزمان، فتقلص دورهم و قلّت أهميتهم، فشدّوا رحالهم الى الاسكندرية، لتكون محطة جديدة لنشر
أفكارهم و تداول معارفهم و استمروا على هذا المنوال حتى القرن الرابع بعد الميلاد.
القرون الوسطي
و فى هذه الفترة اعتنق امبراطورُ الروم المسيحيةَ، و تبنّى أفكارها باعتبارها آراء الدولة الرسمية، إلا أنه فى ذات الوقت فتح امام العلماء أبواب النقد لطرح آراءهم و وجهات نظرهم، و على أثر ذلك تدهورت الاوضاع و تفاقمت الامور بفعل التعارض و التضارب فى وجهات النظر بين الكنيسة و العلماء مما دفع الأمبراطور (جستنيان) الى اصدار أوامره بغلق المراكز العلمية و الجامعات و المعاهد الفكرية، و تعطيل المدارس فى أثينا و الاسكندرية، ففر العلماء خوفا من البطش و التصفية الجسدية، وحينها انطفيء مشعل العلم و انتكست راية المعرفة، ومنها دخلت اوربا فى عصورها المظلمة، والتى تسمى أيضا بالقرون الوسطي، حيث استغرقت الف عام من الزمان، و على نحو التحديد من أوائل القرن السادس بعد الميلاد و انتهاءً بالقرن الخامس عشر بعد الميلاد و امتازت هذه الفترة باستيلاء الكنيسة على المراكز العلمية استيلاءً تاماً؛ فكانت المباحث العلمية و الفلسفية تفرضها الكنيسة على انها تعاليم دينية لاتقبل النقاش.
الفجر الجديد
و فى هذه الفترة بالذات ازدهرت الحركة العلمية فى شبه الجزيرة العربية بفضل نور الاسلام، الذى ولد هناك فى تلك الفترة و قد اضاء كل شيء، و بدت حينها حركة علمية تنشط و تتفاعل و تتلاقح و تنمو بفضل ما حث عليه الدين الاسلامي من طلب العلم من المهد الى اللحد، حتّى ولو كلف ذلك خوض اللجج و سفك المهج، و حتى و لو كان فى الصين، و بالفعل فقد برع المسلمون فى جميع حقول العلم و المعرفة، و من جملتها الحقل الفلسفي، فترجموا كتب اليونانيين و الرومانيين و الايرانيين الى اللغةالعربية، وانهمك آخرون كالفارابي(1) فيتبيان و شرح افكار افلاطون(2) و ارسطو(3)، و تبعه على ذلك ابن سينا(4) حيثُ سلط
1. الفارابي: (ابونصرمحمد) (ت 950 م) فيلسوف لامع. ولد فى فاراب «تركستان» و درس فى بغداد و حران و اقام فى حلب فى بلاط سيف الدولة الهمدانى و توفّى فى دمشق، لقب بالمعلم الثاني، من مؤلفاته كتاب «الموسيقى الكبير»، «السياسة المدنية» «رسالة فصوص الحكم».
2. افلاطون «plato»: (428 ـ 347 ق.م) فيلسوف يونانى يُعَدّ من مشاهير فلاسفة العالم، ولد فى اثينا من اسرة عريقة فى المجد، بدأ اول دراسته بالرسم، ثم نظم الشعر، تتلمذ فى سن العشرين على يد سقراط الذى كان له الدور الاكبر فى نشأته الفلسفية.
3. ارسطو «Arostotet» (384 ـ 322 ق.م) مربى الاسكندر و من كبار فلاسفة اليونان، مؤسس فلسفة المشائين، من مؤلفاته: «المقولات» ، «الجدل» ، «الخطابة» ، «السياسة» ، «كتاب مابعد الطبيعة»، اثر فى الفكر العربى و من اول من ترجم مؤلفاتهِ، اسحاق ابن حنين.
4. ابو على بن سينا: «384 ـ 427 ه» ولد فى أقشنة قرب بخارى و توفى فى همدان، عُرِف بالشيخ الرئيس و كان عالماً لامعاً و عملاقاً كبيراً حيث ضرب فى كل فن بسهم وتجلى فيه نبوغه، ففى مضمار الفلسفة فيلسوف مبدع، بلغت الفسلفة المشائية على يده القمة، و فى مضمار الطب طبيب ماهر و حاذق، الّف كتاب «القانون» الذى لم يزل يُدَّرس فى الجامعات العلمية عبرقرون، كما و انه عرف استاذاً لامعاً فى الرياضيات و الهيئة.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى