دروس فلسفية - الدرس الثانى : الفلسفه
صفحة 1 من اصل 1
دروس فلسفية - الدرس الثانى : الفلسفه
حد سواء. فالبحث عن العلة و المعلول، والوجوب و الامكان، و الحادث و القديم، و القوة و الفعل و ما شابهها لايختص بالموجودات المجردة غير المادية بل يشملهما معاً.
ومن الجدير ذكره ان الميتافيزيقا مأخوذة من اصل يونانى هو متاتافوسيكا اى مابعد الطبيعة و حوِّرت بالعربية الى (ميتافيزيقا) و حسبما يعتقده مؤرخوا الفلسفة، فان هذه الكلمة أستعملت لاول مرة فى قسم من فلسفة ارسطو المتناولة لاحكام الوجود بشكل عام، و حيث ان هذا القسم من بحث الفلسفة قد كتبه ارسطو حسب ترتيبه بعد بحث الطبيعيات، لذلك فقد أطلق عليه اسم ميتافيزيقا، اى ما بعد الطبيعة.
أهمية و فائدة الفلسفة
تراود الانسان أحياناً و قد تلاحقهُ تساؤلات حول الوجود و معناه؛ و هل هو متناه محدود أو مطلق لامحدود؟ و كيف وجد و هل هو فى غنى عن علةٍ توجده او مفتقر اليها؟ و هل للّه خالق او هو فى غنى عن كل خالق؟ و لماذا لايُرى اللّه جهرة؟!
و من جهة اخرى فإن الإنسان، هذا الموجود العملاق الذى حَلَّق فى آفاق السماء و نفذ الى أعماق الارض و قعر المحيطات و فلق الذرة و ابتكر العجيب و الغريب، تراه حائراً يعيش الضياع و السأم؛ اذ لاهدفَ حقيقى يصبو اليه و لا رؤية كونية واضحة يمتلكها إزاء الوجود و لا شمولية ولا انسجاماً يلمسه بين مفردات الكون و فصوله، ومن اَجل ذلك فانه لا يعرف لماذا وضع قدميه فى هذا العالم؟ و
لماذا يُفرض عليه الخروج منه مرة اخري؟ و لماذا تكون الحياة جميلة إبان الطفولة و الشباب، ثم تغدو رذيلة منغصة عند الشيخوخة و أرذل العمر؟!
و من هنا فنحن بحاجة الى ما يخفف قلقنا و ينزع سأمنا و يبدل ضياعنا و ضلالنا الى هدى و نور و رَوْح و راحة، و الفلسفة تؤدى هذا الدور؛ لانها تعطى لكل ماتقدم من تساؤلات، اجابات مُبيَّنة و ذلك بتحديد رؤية كونية واضحة عن الكون و الوجود و الحياة، لتتحدد لنا معالم المبدأ و المنتهى و السبيل بينهما. و بعبارة اخري: ان الفلسفة تميط اللثام عن التوحيد و المعاد، والنبوة التى تُعد سَبيلاً للوصول الى شاطيء المعاد بأمان بماتتضمنه من شرائع و مناهج و احكام، فلا يغدو وجود الانسان عبثاً و لايُمسى كريشةٍ فى مَهب الريح ، بل يعرف نفسه و يعرف انه من أين و فى أين و إلى أين.
و اذا كان دورالفلسفة الكشف عنالمجاهيل، و انتشال الانسان من حالات الإبهام والضياع بحل شبهاته فى ما يرتبط باصل الوجود و مآله و حقيقته، فلا نبالغ ان اطلقنا اسم العلم عليها؛ لان العلم يقوم بتسليط اضوائهِ الكاشفة على ظلمات المجاهيل ليُسفر عن هويتها و حقيقتها، و هذا بالضبط ماتؤديه الفلسفة لقرّائها و دارسيها.
نعم، ان أُريد من العلم حَصيلة الأفكار و النتائج التجريبية التى يتوصل اليها الانسان فى مختبره او فى مجال الطبيعة، فلا يصح حينئذٍ اطلاق اسم العلم على الفلسفة بهذا المعني، بل و كذلك لا تصح تسمية كهذِهِ على التأريخ و الجغرافيا، و الفقه و بقية العلوم الانسانية غير التجريبية.
اساليب التحقيق العلمى :
تختلف اساليب التحقيق العلمى باختلاف ميادينها و مجالاتها، و ذلك لانك على سبيل المثال تجد فرقا واضحا بين البحوث التالية:
أ ـ البحث فى تاريخ نشوب الثورة ضد الإنجليز فى العراق.
ب ـ البحث فى انواع الألوان.
ح ـ البحث فى صياغة قانون عام فيما يرتبط بتمدّد الحديد بالحرارة.
فالبحث الاول يتناوله الاسلوب النقلى التاريخى بالدرس و التحقيق، و لادور للأساليب العقلية و التجريبية فى ذلك ؛ إذ ان الانسان الذى لم يعاصر حدث الثورة ضد الإنجليز فى العراق مهما حاول بعقله و تجربته معرفة ذلك، فسوف يعجز عنه و لايتوصّل الى مايريد. و اما البحث الثانى فانه من مختصات الاسلوب التجريبى الحسى و لا دور للعقل و النقل فيه، فاذا حُرِم الانسان باصرته فانه لنيحظى بمعرفة اللون الاحمر او غيره من الالوان مهما وصفها الواصفون بنقلهم و مهما استدل اهل البرهان عليها بعقولهم؛ وهكذا الحال بالنسبة الى البحث الثالث فانه وقْفٌ على الاسلوب العقلي، و لا نصيب للاسلوب التجريبى و النقلى فيه مهما جرّب المجرّبون و نقل الناقلون ذلك، اذ ان كل ما يجرّبونه و ما ينقلونه لايستوعب كل ما هو موجود او مفترض من قطع الحديد المحكوم عليها بالتمدّد.
و مباحث الفلسفة تعتمد على الاسلوب العقلى فى تحقيقاتها و دراساتها لمسائلها الفلسفية، الا انها قد تعتمد احياناً على ظاهرة تجريبية لتجعلها منطلقاً لدراساتها العقلية و التأملية.(1)
ومن الجدير ذكره ان الميتافيزيقا مأخوذة من اصل يونانى هو متاتافوسيكا اى مابعد الطبيعة و حوِّرت بالعربية الى (ميتافيزيقا) و حسبما يعتقده مؤرخوا الفلسفة، فان هذه الكلمة أستعملت لاول مرة فى قسم من فلسفة ارسطو المتناولة لاحكام الوجود بشكل عام، و حيث ان هذا القسم من بحث الفلسفة قد كتبه ارسطو حسب ترتيبه بعد بحث الطبيعيات، لذلك فقد أطلق عليه اسم ميتافيزيقا، اى ما بعد الطبيعة.
أهمية و فائدة الفلسفة
تراود الانسان أحياناً و قد تلاحقهُ تساؤلات حول الوجود و معناه؛ و هل هو متناه محدود أو مطلق لامحدود؟ و كيف وجد و هل هو فى غنى عن علةٍ توجده او مفتقر اليها؟ و هل للّه خالق او هو فى غنى عن كل خالق؟ و لماذا لايُرى اللّه جهرة؟!
و من جهة اخرى فإن الإنسان، هذا الموجود العملاق الذى حَلَّق فى آفاق السماء و نفذ الى أعماق الارض و قعر المحيطات و فلق الذرة و ابتكر العجيب و الغريب، تراه حائراً يعيش الضياع و السأم؛ اذ لاهدفَ حقيقى يصبو اليه و لا رؤية كونية واضحة يمتلكها إزاء الوجود و لا شمولية ولا انسجاماً يلمسه بين مفردات الكون و فصوله، ومن اَجل ذلك فانه لا يعرف لماذا وضع قدميه فى هذا العالم؟ و
لماذا يُفرض عليه الخروج منه مرة اخري؟ و لماذا تكون الحياة جميلة إبان الطفولة و الشباب، ثم تغدو رذيلة منغصة عند الشيخوخة و أرذل العمر؟!
و من هنا فنحن بحاجة الى ما يخفف قلقنا و ينزع سأمنا و يبدل ضياعنا و ضلالنا الى هدى و نور و رَوْح و راحة، و الفلسفة تؤدى هذا الدور؛ لانها تعطى لكل ماتقدم من تساؤلات، اجابات مُبيَّنة و ذلك بتحديد رؤية كونية واضحة عن الكون و الوجود و الحياة، لتتحدد لنا معالم المبدأ و المنتهى و السبيل بينهما. و بعبارة اخري: ان الفلسفة تميط اللثام عن التوحيد و المعاد، والنبوة التى تُعد سَبيلاً للوصول الى شاطيء المعاد بأمان بماتتضمنه من شرائع و مناهج و احكام، فلا يغدو وجود الانسان عبثاً و لايُمسى كريشةٍ فى مَهب الريح ، بل يعرف نفسه و يعرف انه من أين و فى أين و إلى أين.
و اذا كان دورالفلسفة الكشف عنالمجاهيل، و انتشال الانسان من حالات الإبهام والضياع بحل شبهاته فى ما يرتبط باصل الوجود و مآله و حقيقته، فلا نبالغ ان اطلقنا اسم العلم عليها؛ لان العلم يقوم بتسليط اضوائهِ الكاشفة على ظلمات المجاهيل ليُسفر عن هويتها و حقيقتها، و هذا بالضبط ماتؤديه الفلسفة لقرّائها و دارسيها.
نعم، ان أُريد من العلم حَصيلة الأفكار و النتائج التجريبية التى يتوصل اليها الانسان فى مختبره او فى مجال الطبيعة، فلا يصح حينئذٍ اطلاق اسم العلم على الفلسفة بهذا المعني، بل و كذلك لا تصح تسمية كهذِهِ على التأريخ و الجغرافيا، و الفقه و بقية العلوم الانسانية غير التجريبية.
اساليب التحقيق العلمى :
تختلف اساليب التحقيق العلمى باختلاف ميادينها و مجالاتها، و ذلك لانك على سبيل المثال تجد فرقا واضحا بين البحوث التالية:
أ ـ البحث فى تاريخ نشوب الثورة ضد الإنجليز فى العراق.
ب ـ البحث فى انواع الألوان.
ح ـ البحث فى صياغة قانون عام فيما يرتبط بتمدّد الحديد بالحرارة.
فالبحث الاول يتناوله الاسلوب النقلى التاريخى بالدرس و التحقيق، و لادور للأساليب العقلية و التجريبية فى ذلك ؛ إذ ان الانسان الذى لم يعاصر حدث الثورة ضد الإنجليز فى العراق مهما حاول بعقله و تجربته معرفة ذلك، فسوف يعجز عنه و لايتوصّل الى مايريد. و اما البحث الثانى فانه من مختصات الاسلوب التجريبى الحسى و لا دور للعقل و النقل فيه، فاذا حُرِم الانسان باصرته فانه لنيحظى بمعرفة اللون الاحمر او غيره من الالوان مهما وصفها الواصفون بنقلهم و مهما استدل اهل البرهان عليها بعقولهم؛ وهكذا الحال بالنسبة الى البحث الثالث فانه وقْفٌ على الاسلوب العقلي، و لا نصيب للاسلوب التجريبى و النقلى فيه مهما جرّب المجرّبون و نقل الناقلون ذلك، اذ ان كل ما يجرّبونه و ما ينقلونه لايستوعب كل ما هو موجود او مفترض من قطع الحديد المحكوم عليها بالتمدّد.
و مباحث الفلسفة تعتمد على الاسلوب العقلى فى تحقيقاتها و دراساتها لمسائلها الفلسفية، الا انها قد تعتمد احياناً على ظاهرة تجريبية لتجعلها منطلقاً لدراساتها العقلية و التأملية.(1)
مواضيع مماثلة
» دروس فلسفية - - الدرس الثانى : الفلسفه
» دروس فلسفية - الدرس الثانى : الفلسفه
» الدرس الأول : نبذة تاريخية فلسفية
» مقالة فلسفية / السؤال العلمي والسؤال الفلسفي
» مقالة فلسفية سهلة الحفظ الى أصدقائي شعبة أدب وفلسفة
» دروس فلسفية - الدرس الثانى : الفلسفه
» الدرس الأول : نبذة تاريخية فلسفية
» مقالة فلسفية / السؤال العلمي والسؤال الفلسفي
» مقالة فلسفية سهلة الحفظ الى أصدقائي شعبة أدب وفلسفة
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى